أثار إعلان منظمة الصحة العالمية عن ظهور أعراض مرض أنفلونزا الخنازير في المكسيك والولايات المتحدة وإسرائيل واسبانيا وفرنسا ونيوزلندا ردود أفعال واسعة تصاعدت معها تساؤلات فقهية حول أسباب ظهور مثل هذه الأمراض الوبائية الفتاكة، وهل تعتبر تلك الكوارث آية من آيات الله تعالى في تحقيق حكمته من تحريم تناول لحم الخنزير.. وفيما يلي ننقل آراء بعض رجال الدين حول الوباء الغامض من منظور شرعي.
قال الشيخ عبد الله العباد في تصريح لصحيفة الراية القطرية: الله سبحانه وتعالى يظهر إبداع الخلق في قوله سبحانه وتعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لهم أنه الحقُ"، وهذه الآية تبين أن الله سبحانه وتعالى ما حرم شيئا إلا لدفع مفسدة عظيمة وما أحل شيئا إلا لجلب منفعة، وهذا يتضح جلياً حتى لغير المسلمين فالله سبحانه وتعالى حرم الخنزير وأعده من الخبائث، فلا يستغرب أن يكون الخنزير يجلب مثل هذه الأدواء، فالخنزير أخبث الحيوانات، فيجب علينا أن نتمسك بديننا أكثر عندما تظهر هذه العلامات المادية وهي العلامات التي من المفترض أن تزيدنا إيماناً.
ويضيف: الدراسات الغربية أثبتت أن سبب أنفلونزا الطيور هو تغذية هذه الطيور بأغذية هي أصلاً محرمة شرعاً كالدم الذي كانوا يخلطونه بالأعلاف، وحتى فيما عرف بجنون البقر أثبتت الدراسات أن طعام هذه الأبقار كان محرما وإلا ما معنى أن يصاب الطيور والأبقار في تلك البلاد، ونحن إذ نقول هذا لا يعني أن الله سبحانه وتعالى لا ينزل البلاء بعباده ولكن قد يصيب الله سبحانه وتعالى عباده بابتلاءات تطهرهم من ذنوبهم ، كما ان العلم أثبت أن الخنزير أخبث الحيوانات وأخطرها على الصحة
ويقول الشيخ فريد الهنداوي لقد حرم الله تعالى أكل الخنزير تحريماً قطعياً ، وقال تعالى "لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ" وقال تعالى: "إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ.."، والمعروف أن حيوان الخنزير حيوان خبيث قذر يعيش على الأوساخ والقاذورات ، فالنفس البشرية السوية الطاهرة تأنفه وتأباه وترفض مجرد النظر إليه فكيف بأكله.
ويشير " الهنداوي" إلى أن الأيام تثبت للغرب أن الله قوله الحق والصدق، يقول جل وعلا "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، ولقد حرم الله الزنا، فلما استهان الناس بالزنا أرسل الله عليهم مرض السيدا ولا علاج له إلى الآن، وحرم الله الربا فلما استهان الناس بالربا هاهي الآن الأزمة المالية العالمية وكلها من نتائج الربا الخبيث، وحرم الله الخنزير فلما استهان به الناس أرسل عليهم هذا الفيروس يحصد الآلاف في لحظات، وهكذا وهكذا، وفي النهاية لا فلاح ولإصلاح إلا في ظلال هذه الشريعة الإسلامية الحكيمة لأنها من رب حكيم.
ويرى الشيخ محمود القاسمي أن الناس لو اتبعوا شرع الله لعاشوا في أمن وسلام، وعاشوا سالمين من الأمراض الفتاكة، ولكنهم أبوا إلا أن يحاربوا الله عز وجل بالمعاصي والمنكرات، فكان هذا جزاؤهم